في إطار السعي لتقليص الهوة الثقافية السائدة والتي تتعامل مع السكن باعتباره خدمة أو سلعة عوضا عن كونه حقا يرتب واجبات والتزامات محددة على الدولة، عقد المركز المصرى للاصلاح المدنى والتشريعى بالمشاركة مع عدد من الحركات والمنظمات تمثلت حصرا في اللجنة الشعبية لأهالى بولاق ابوالعلا – جمعية صحارى – حركة تعاونيات – مبادرة وزارة اسكان الظل مؤتمرا شعبيا لتدشين يوم مصرى للسكن وتسليط الضوء على انتهاكات الحق فى الارض والسكن وخلق فرص للتشبيك والتنسيق وتبادل الخبرات .

وجاء اختيار يوم السادس من سبتمبر من كل عام لتدشينه يوما مصريا للسكن لإحياء ذكري الماساة التي شهدها ذلك اليوم والتي أودت بحياة المئات من اهالى منطقة الدويقة، فضلا عن تشريد الآلاف منهم اثر الانهيار الكارثي لصخرة الدويقة على منازلهم، ولما كان الهدف من اليوم تنظيم وتعبئة المضارين من انتهاكات الحق فى الارض والسكن فقد تم اختيار منطقة مثلث ماسبيرو بمنطقة بولاق ابو العلا لما تحمله من دلالات باعتبارها احدى المناطق التى تعانى من تدهور حاد فى نسيجها العمرانى، فضلا عما تتعرض له من مضاربات عقارية هائلة لموقعها المتميز والذي يضعها فى اولوية المناطق المزمع اخلاؤها طبقا لمخطط القاهرة الكبرى 2052 .

وقد بدأت فعاليات اليوم مستلهمة الدويقة - الجرح المفتوح – مدخلا لطبيعة معالجات الحكومة لمشاكل السكن ومدشنة دعوة لمناصرة المضارين من انتهاكات حقوق الارض والسكن.

وتناول أ / محمد عبد العظيم – المركز المصرى للاصلاح المدنى والتشريعى – الوضع الآنى لسياسات الدولة تجاه السكن والذى لم يتغير بعد ثورة يناير مدللا على ذلك باستمرار مشروع 2052 بزعم التطوير والذي لا يعدو في جوهره استمرار لنفس سياسات العهد البائد بانحيازاته الطبقية وسياساته الداعمة للمستثمرين ورجال الاعمال على حساب الفقراء والمهمشين .

وتناول المهندس / يحيى شوكت – مبادرة وزارة اسكان الظل – الحق فى السكن والمجهودات الذاتية واستعرض عددا من التجارب الشعبية التي تمكنت من تطوير مجتمعاتها المحلية من خلال المجهودات الذاتية .

بينما تناول د/ احمد صدقى – جمعية صحارى – بدائل التطوير العمراني المستندة على مبادرات لتنظيم اهالى المناطق المهمشة فى تعاونيات لتطوير مناطقهم كبديل لسياسات الدولة الساعية لتهجير الاهالى من تلك المناطق وبيعها لرجال الاعمال تحت زعم التطوير. وقد شهد اليوم المصري الأول للسكن سيلا من الشهادات الحية التى أكدت على استمرار النهج المباركي لسياسات الدولة التى تتعامل مع قضايا السكن كسمسار جشع او وسيط يعمل على تهجير الفقراء قسريا ليقوم لاحقا ببيع اراضيهم لرجال الاعمال والاستثمارات السياحية والفندقية تحت مسمي مشروعات المنفعة العامة والتي باتت معادلا للاستيلاء والإخلاء القسري وتهجير وتهميش الآلاف من فقراء الوطن وكادحيه .

كذلك شهد اليوم المصرى الاول للسكن عرض مجموعة من الافلام القصيرة وافلام المناصرة التى ابرزت معاناة الناس من سياسات الاسكان التى رسختها حكومات رجال الاعمال ودعمتها حكومة الثورة.

وفى نهاية اليوم قامت فرقة الطنبورة البورسعيدية بالتضامن مع اليوم المصري للسكن وتقديم حفل فنى مستلهمة روح الثورة فى مجموعة من الاغنيات التى حفزت الحاضرين للتكاتف لمساندة قضايا السكن واستكمال مسيرة ثورة الخامس والعشرين من يناير، خاصة مضمونها الاجتماعي والذي بات، هو الآخر جرحا مفتوحا لعشرات الملايين الذين تدفقوا علي ميادين الثورة مرددين عيش –حرية –عدالة اجتماعية والذين يتم تهميشهم بشكل منهجي في إطار الصراع الحالي علي السلطة.