اجتماع مجموعة السبع ( لمناقشة كيفية بناء قاعدة قوية ومستدامة ، انتعاش متوازن وشامل)

هل من جديد لإنقاذ البيئية ؟

انشغل العالم خلال الأيام الماضية باجتماع مجموعة السبع الدول الكبرى بالعالم بعد انقطاع دام سنتين عن الاجتماع الوجاهي، وكانت على جدول اعمال القمة تغير المناخ والتعافي من جائجة كورونا، وكانت الانفاس محبوسة تنتظر بيانات هامة وخطيرة وخاصة ونحن على اعتاب عقد مفصلي فيما يرتبط بتغير المناخ من 2021–2030، والعمل على بقاء الاحترار العالمي ما دون درجة ونص 1.5 كما حددتة اللجنة الدولية الحكومية لتغير المناخ ضمن تقاريرها السنوية، وكانت كلمات الرؤساء خلال القمة تعبر عن حالة رومانسية رقيقة، تشكل توجه عام، دون ان يكون لديهم خطوات واضحة وحقيقية تنشل العالم من الظلام الذي اغرق به، اما نتيجة مظاهر تغير المناخ الفعلية والتي بدأت بالظهور بالفعل او بسبب حالة الإحباط المتتالية والتي تلي كل اجتماع او قمة او مؤتمر اطراف، فالفشل المتتالي والإحباط على المستوى الدولي ليس من نصيب عام 2021 فقط، بل هي حالة عامة ترافق العديد من المؤتمرات المرتبطة بكبح جماح استخدام الوقود الاحفوري والغاز والفحم، والتحول الأخضر الامن والذي قد يضمن الحياة للملايين من سكان الأرض.

قبيل القمة، قامت منظمات المجتمع المدني العالمية وبتنسيق من منظمةOil Chang International بالتحرك وإصدار بيان وقع عليه 353 منظمة مجتمع مدني من 58 دولة في العالم وكانت دبين للتنمية البيئية الجمعية الأردنية الوحيدة و واحدة من الذين شاركوا الزملاء حول العالم هذا البيان بتضامن كامل ومن العدد القليل من المجتمع المدني العربي الذي راقب هذه القمة عن كثب ، وذلك لأننا من المتأثرين بتغير المناخ، و لأننا من المجتمعات الأشد فقرا والتي تنظر الى التحول الأخضر على انه فرصة لا يمكن التغافل عنها، وقد اكد هذا البيان على ثلاث نقااط أساسية - الانتقال والتحرك بشكل عاجل من اجل التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وهذا يعني الاستمرار في عدم دعم وانتشار الاقتصاد المتعمد للفحم والنفط والغاز بسبب التأثيرات المنهكة على المناخ وسبل العيش والصحة العامة والبيئة ، كما اكد البيان على - أن الغاز هو أيضا ملوث وغالي الثمن وغير ضروري للتنمية، وحث البيان الدول السبع على التوقف الفوري من استغلال دول الجنوب لمشاريع الغاز التي تثقل كاهل ميزانياتهم وتحرمهم من فرص التنمية الخضراء وعليهم الوقف الفوري عن دعم مشاريع النفط والفحم والغاز في دولهم وفي دول الخارج ، كما يؤكد البيان - على ان الدول الكبرى عليها أن تساعد في التعافي من استخدام الوقود الملوث وذلك من اجل تعافي الدول النامية في الجنوب من الديون التي خلفها استخدام الغاز والفحم والنفط

وكان نداء المنظمات يحمل المطالب التالية :، ندعو قادة مجموعة السبع الحكومات للاستماع والاستجابة لأصوات المواطنين العالميين المطالبين بالمناخ العدالة ، وإلغاء الديون، ووضع حد لاستخراج الوقود الأحفوري، وضمن إجراءات محدددة.

ويمكن الحديث عن نتائج هذه القمة المخيبة للآمال، فقد اصدر البيان الختامي في كورنوال، المملكة المتحدة. وهم، يؤكدون مجددًا على الالتزام بتحقيق أهداف اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ بالإضافة إلى الالتزامات السابقة بالتخلص التدريجي من تمويل مشاريع الفحم في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك فهم لم يتخذوا موقفا حاسما ولم يأخذوا رسائل المجتمع المدني ولا حتى نصيحة وكالة الطاقة الدولية التي اكدت ضمن اخر دراسة انه لا سبيل للحد من الكارثة إلا عبر التوقف الفوري عن دعم مشاريع الوقود الاحفوري ، وما التزم به الأعضاء من تمويل يقدر ب 2 مليار دولار لا يعد سوى نوع من تجميل الحقيقة بقناع رقيق، وهذا عدم وفاء بالالتزامات المعلنة سابقا.

ترقب الجميع هذه القمة بأمل وتعويل كبيرين على الرئيس بايدن خاصة بعد ان عادت بلاده للانضمام الى اتفاقية باريس وتضمنت تصرحاته الكثير من الجرأة، ولكننا يمكن اعتبار القمة فرصة ضائعة للإعتراف بأن المزيد من الوقود الاحفوري هو مزيد من الدمار والتهجير والجوع والعطش وانعدام العدالة الناتج عن تغير المناخ الذي سيصبح واقعا مريرا إن لم يستمر الجميع بالعمل والضغط وإيجاد سبل نحو التحول الأخضر.

المقالة الأصلية

الصورة: من اليسار، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، والرئيس بايدن، ورئيس الوزراء الياباني يوشيدي سوجا، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وألمانيا. المستشارة أنجيلا ميركل تقف في بداية قمة مجموعة السبع في خليج كاربيس، كورنوال، إنغلترا، يوم الجمعة. المصدر: لودوفيك مارين/ وكالة الصحافة الفرنسية/غيتي إيماجز.

ثيمات
• البيئة المستدامة
• التنسيق
• السياسات العامة
• الطاقة
• العلوم التكنولجية
• المشاعات
• المصابين بالأوبئة، الأمراض
• الموازنات والبرامج العامة
• الوصول إلى الموارد الطبيعية
• تدمير الموئل
• تغير المناخ
• دولي